حرمـااان السنــيــن.
لم يشعر أحد بمرارة الحياة التي عشتها..ولم يتذوق مرارة الحرمان التي طعمتها..
ولم يمل أحد من الحياة كما مللتها..لم يرتشف أحد جفاءها مثل ماارتويت منها..
أرهقت نفسي اليائسة فيها..تماسكت أمام أمواجها التي مزقت مشاعري وقذفت..
بسفينة حبي..إلى الرمال..جمرة تحترق في داخلي..ضجيج المشاعر يلتهب..
دمعة تدمي مقلتي,السراب يملأ فضائي والحزن يبروزه..والحرمان يضيئه..
فلماذا ألهث خلف عالم ليس لي؟إنه لايصح له أن يحتضنني..فأنا من البسطاء..
هذا العالم لايحتضن إلا الأقوياء المتجبرين..البسطاء ليس لهم إلا السراب يركضون
خلفه..لكنني لن أركض مثلهم..سأنثر مشاعري مثل قطرات الندى على أوراق الذكريات..
على أوتار قلبي...إلى عالم الأمان..عالم السكون..الصمت الخيال..ليس من حظ مثل حظي
الذي جرعني مرارة الغربة وأنا في وطني..ومرارة الحرمان وانا بين اهلي..أسرني حظي
العاثر فلم يعد لي حديث سواه..تعثرت بي خطواتي الحائرة..فأخذت أندب حظي وأنوح علية
واتنهد في كل لحظة من لحظات حياتي..الزائفة..إلى متى؟..وأنا أرسم حظي بخيوط الذهب
السوداء إلى متى؟هل سيقودني للشقاء أكثر مما أنا فيه أم أنها بداية الشقاء والعناء؟..اه غدوت
إنسانة كونتها الظروف ورسمت معالمها قسوة الحياة..رسمت لها خطوات الخوف والأمن معاً..
وفتحت لها باب العطاء والحرمان معاً..وفرشت لها مهد الحزن والأمل معاً..خاطبتها باالصمت
والكلمة معاً..وقيدتها بالأوهام والحرمان معاً..وأضجعتها مع الهموم والالام معاً..وأسرتها بالسراب
والخيال معاً..وأهجرتها بالقول والفعل معاً..اه اه..حظي العاثر وحرمان السنين هي الوردة التي
أهدتها إلى الأيام.